دخل سالم الأفطس يوماً على المأمون العباسي ، وكان الأفطس آنذاك أحد العلماء المعروفين ، فقام المأمون له احتراماً وتعظيماً ، وأخذ الوسادة وثناها للأفطس بيده فلم يُرع المأمون إلاّ وهو يرى صاحبه قد خرّ ساجداً الى الله تعالى .
سأل االمأمون : فيم هذا السجود ؟ قال الأفطس تذكرت أموراً ، فسجدت شكراً لله عليها !
قال المأمون : وكيف كان ذلك ؟ قال الأفطس : كنت غلاماً مملوكاً في صغري لأحد القصابين ، وقد حلـّت به يوماً مصيبة ، فنذر لله سبحانه بأن يعتقني إن خلصه الله منها .
وبعد أيام أوفى بنذره بعد أن دفع الله تعالى عنه البلاء . لكني وجدتُ نفسي وحيداً وحائراً الى أين أذهب ، وماذا أعمل؟ وفجأة راودتني فكرة إختيار طريق العِلم . فمضيت في طلَبِه وتحصيله ، حتى انتهى بي الحال الى أن يقوم (الخليفة) بنفسه إحتراماً لي واكباراً . ذلك من رحمة ربي وفضل العلم ، فسجدتُ لله شكراً على هذه النعمة المتظافرة .