غزة هي أكبر ثاني مدينة فلسطينية بعد
القدس ، تقع شمال
قطاع غزة، في الجنوب الغربي
لفلسطين على شاطئ
البحر الأبيض المتوسط على مساحة تقدر ب 45 كم² ، يقدر عدد سكان
قطاع غزة بـ 1.500.000 نسمة منهم 400,000 نسمة في مدينة غزة وحدها ، حتى عام 2006. تولت
السلطة الفلسطينية إدارة المدينة تطبيقا
لاتفاق اوسلو سنة 1993 بعد ان كانت تتخذها قوات الجيش الإسرائيلي مقرا لها أثناء احتلال
قطاع غزة ما بين
1967 و1994.
تمثال زيوس ، وُجد في غزة
تدل المصادر التاريخية على قدم أستيطان الأنسان في مدينة غزة على مدار أكثر من 3000 عام، كانت أول مرة ذكر فيها في مخطوطة للفرعون
تحتمس الثالث (القرن 15 ق.م)، وكذلك ورد اسمها في
الواح تل العمارنة.
بعد 300 سنة من الاحتلال الفرعوني للمدينة نزلت قبيلة من الفلسطيننين
وسكنت المدينة والمنطقة المجاورة لها، عام 635 م دخل المسلمون العرب
المدينة وأصبحت مركزا اسلاميا مهما وخاصة انها مشهورة بوحود قبر للجد
الثاني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
هاشم بن عبد مناف فيها ولذلك أحيانا تسمى
غزة هاشم. وكانت المدينة مسفط رأس الشافعي (
767-
820)
الذي هو أحد الائمة الاربعة عن المسلمين السنة. سيطر الاوروبييون على
المدينة في فترة الحملات الصليبية، لكنها رجعت تحت حكم المسلمين بعد ان
انتصر
صلاح الدين الايوبي عليهم في
معركة حطين عام
1187.
دخلت تحت حكم الخلافة العثمانية الإسلامية في القرن السادس عشر وبقيت تحت حكمهم حتى سنة
1917عندما استولت عليها القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى بعد
ثلاثة معارك ضارية راح ضحيتها الآلاف من كلا الجانبين . يذكر أنه في الحرب
العالمية الأولى عندما صمد لواء واحد من الجيش العثماني مؤلف من أقل من
ثلاثة آلف جندي فلسطيني في وجه فرقتين بريطانيتين أمام غزة وكبدهما خسائر
فادحة وأرغمهماعلى التقهقر حتى العريش عام 1917 م ، أصدر أحمد جمال باشا
القائد التركي الذي اشتهر بخصومته للعرب، بيانا رسميا أشاد فيه بالشجاعة
الفذة التي أبداها أولئك الجنود الفلسطينيون في غزة أمام أضعاف أضعافهم من
جنود العداء، وأنها بسالة خارقة تذكر بالشجاعة التي أبداها آباؤهم من قبل
عندما حموا هذه البقاع المقدسة بقيادة صلح الدين الأيوبي.
صورة قديمة لمدينة غزة 1918
لكن بعدها أصبحت غزة جزءا من فلسطين في فترة الاحتلال البريطاني وتم
اضافتها إلى الدولة الفلسطينية عندما أصدرت الامم المتحدة قرار تقسيم
فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية عام
1947، ولكن قامت مصر بدخول المدينة عام
1948. في فبراير عام
1949 وقعت كل من مصر واسرائيل هدنة تقضي باحتفاظ مصر بالمدينة ولذلك كانت مأوى لكثير من اللاجئين الفلسطينيين عند خرجهم من ديارهم.
في فترة الحملة الثلاثة على مصر
1956قامت إسرائيل باحتلال المدينة والسيطرة على شبه جزيرة سيناء المصرية، لكن
الضغط العالمي على إسرائيل اضطرها للانسحاب منها. تم اعادة احتلالها في
حرب الستة ايام (
5 يونيو 1967 -
10 يونيو 1970). بقيت المدينة تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى عام
1994 بعد الاتفاق بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل
غزة وسط المدينة
جانب من وسط المدينة
تعتبر مدينة غزة أكبر المدن الفلسطينية والمقر المؤقت للسلطة الوطنية
الفلسطينية. بعد سنوات طويلة من الاحتلال الإسرائيلي حرمت فيها مدينة غزة
من هويتها التاريخية ، بدأت المدينة تستعيد ماضيها المجيد ، فلقد أثبتت
الأبحاث التاريخية والكتابات القديمة بأن غزة تعد من أقدم مدن العالم .
ونظراً لموقعها الجغرافي الفريد بين آسيا وأفريقيا ، وبين الصحراء جنوباً
و البحر المتوسط شمالاً ، فإن مدينة غزة كانت وما زالت تعتبر أرضاً خصبة
ومكاناً ينشده المسافرون براً و بحراً . كانت غزة دائماً مكاناً تجارياً
غنياً ، و ذلك كان سبباً كافياً لتعاقب احتلال المدينة من قبل جيوش كثيرة
على مر التاريخ . و بعد سنوات طوال من الاحتلال الإسرائيلي للمدينة ، يمضي
الغزيون قدماً نحو بناء مدينتهم العريقة . ولقد تم في الآونة الأخيرة
تحقيق الكثير من الإنجازات ، ويستطيع الزائر للمدينة أن يستمتع بشاطئها
الجميل وبحسن ضيافة أهلها . وكما هو طائر العنقاء " شعار مدينة غزة " ،
فإن المدينة قد ولدت من جديد من بين الرماد وبدأت مرحلةً جديدةً من حياتها
.
بعد فوز حركة حماس بعدد كبير من مقاعد البرلمان الفلسطيني في
الانتخابات اندلعت العديد من المناوشات المتفرقة بين عناصر من حركتي فتح
وحماس ووصل الأمر ذروته في منتصف يونيو (حزيران) من عام 2007 حين أقدمت
عناصر من حركة حماس على السيطرة على قطاع غزة والمؤسسات الأمنية والحكومية
فيه.
وفي نهاية عام
2007وبداية عام
2008 حاصرت القوات الإسرائيلية
قطاع غزة ، وقطعت عنها
الكهرباء والوقود ، وحرمت المرضى من
الأدوية، ومنعت الدول العربية المجاورة من إدخال الوقود إلى القطاع، وما زال
الحصار مفروضا على القطاع حتى الآن ، وقد استشهد كثير من الفلسطينيين من
جراء الاشتباكات والتوغلات الإسرائيلية في القطاع ، لا سيما حين قصفت
مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بالصواريخ وتوغلت فيه. وقد نزح كثير من الفلسطينيين إلى
معبر رفحآملين أن يدخلوا إلى الأراضي المصرية ليبحثوا عن السلام ، لكن الإدارة
المصرية سمحت للنازحين من الدخول إلى الأراضي المصرية ، وقد كسر النازحون
معبر
رفح في شهر
مارس ودخلوا إلى الأراضي المصرية وما زالوا يعانون من آثار الحصار الظالم إلى الآن في ظل الصمت العربي والعالمي.
معلومات عن غزةالوصول إلى مدينة غزة : بواسطة الجو : مطار غزة الدولي ، 40 كم جنوب
المدينة لكنه مدمر إلى حد كبير حالياً على يد الجيش الإسرائيلي ومعطل عن
العمل. مطار بن غوريون تل أبيب 75 كم شمال المدينة، وبطبيعة الحال لا يمكن
استخدامه من قبل المواطنين الفلسطينيين . بواسطة البر : المعبر الشمالي “
معبر بيت حانون”. المعبر الجنوبي “ معبر رفح” ( الحدود مع مصر ). بواسطة
التاكسي : كانت هناك خطوط منتظمة بواسطة تاكسيات جماعية بين غزة ومدن أخرى
مثل رام الله والقدس والخليل، ولكن هذه الخطوط لا تعمل منذ عدة سنوات بفعل
سياسات الحصار الإسرائيلية.
التركيبة السكانيةسكان مدينة غزة وفلسطين عامة ينحدرون من اصول سامية, وكجميع سكان البحر
الابيض المتوسط لهم ملامح عربية سمراء ومتنوعة لا تخلو من تأثيرات
متوسطية. تعتبر غزة ما قبل 1948 من أكبر أقضية فلسطين ابتداءا من جنوب
يافا إلى الحدود المصرية. بسبب الجوار المصرى اكتسب السكان علاقات وطيدة
مع مصر و هو ما يمكن ملاحظته من اللهجة. التركيبة السكانية في غزة لا تخلو
من تنوع و ان كان الجميع في النهاية ،السابق و اللاحق للجوء 1948 ، هم من
قضاء غزة فيما عدا سكان يافا و الرملة و اللد,و بهذا تكون غزة قد استقدمت
سكان القرى المحيطة لها مما لم يغير كثيرا في تناغم السكان و اجتماع
الطبائع و العادات.
التعليمأحد مباني
جامعة الأزهر في غزة
يوجد في مدينة غزة عدة جامعات وهي :
الجامعة الإسلامية-غزة ،
جامعة الأزهر-غزة ،
جامعة الأقصى-غزة (كلية التربية سابقا) ،
جامعة فلسطين و
جامعة القدس المفتوحة وهي تعتمد نظام التعليم المفتوح . وكذلك يوجد بهاالعديد من المراكز المهنية والتدريبية التابعة لوزارة التعليم العالي ووكالة الغوث.
التجارة في غزةكانت المدينة ولا زالت مركزا مهما من حيث موقعها الاستراتيجي بين القارتين الآسيوية والافريقية ووقوعها على شاطئ
البحر الأبيض المتوسطالذي يجعل منها ميناء مهما للتجارة وأعمال الصيد، ولكن صعوبة نقل البضائع
عبر المعابر مع إسرائيل وعدم سلاسة النقل مع مصر يجعل حجم التبادل التجاري
ضئيلا مع الحجم المفترض بسبب الموقع الجغرافي.
ساحة جامعة الازهر موقف الباصات
أماكن عبادةتحتوي غزة على العديد من مباني العبادةالقديمة من ابرزها
الجامع العمري و
مسجد السيد هاشم حيث يرقد قبر جد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام و يوجد الكنيسة اليونانية الارثدوكسية التي تعود إلى القرن الخامس الميلادي.
أحياء مدينة غزة معاناة المدينةتعاني المدينة من الظلم الإسرائيلي حيث ان سلطات الإحتلال تمارس أبشع
الضغوطات على المدينة, ولقد قامت بالعديد من عمليات الاجتياح والقصف
العشوائي للمدينة, حيث انها تركز على ضرب البنية التحتية للمدينة, وتقيم
على المدينة حصار كامل, وتسعى الى جعل غزة كيانا هزيلاً لا يستطيع
الاعتماد على نفسه, حيث انها تمنع تشغيل الميناء البحري والمطار وحتي
المعابر البرية.
الإجتياحاتقامت قوات الإحتلال بالعديد من الإجتياحت للمدينة فقتلت المئات من
الغزاويين ودمرت الكثير من المباني في المدينة, حيث انها قامت بسلسلة
مجازر متتالية سقط خلالها مئات الشهداء وعائلات بأكملها، حيث قام الطيران
الحربي الصهيوني بالمهمة الأكبر وأرسل حمم قنابله على المواطنين
و"المقاومين" والمنازل، كما ساندته المدافع على الحدود وارسلت قذائفها
لتقتل أطفال عائلات العثامنة في بيت حانون، وغالية على شاطئ البحر، وسلمية
غربي مدينة غزة، وعطا الله وسط المدينة، وفايد شرقي مخيم البريج للاجئين
وكثيرين تمتلئ بهم الذاكرة الفلسطينية. تتعرض غزة الان 27/12/2008 لعدوان
اسرائيلي .
الحصارتقوم السلطات الإسرائيلية بحصار المدينة حصاراً كاملاً حيث انها تمنع
السفر من والى غزة, وتمنع عنها مواد البناء و المواد التموينية و الأدوية
و المحروقات بأنوعها, وقد دمر هذا الحصار الظالم الإقتصاد الغزاوي بشكل
شبه كامل ...