أبو الطيب المتنبي
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد .
ولد في الكوفة (303 هـ) وقضى فيها سنين حياته الأولى يتردد على الوراقين ويجمع العلم من أوراقهم .
انتقل إلى الشام (320 هـ) وفي اللاذقية تورط في قصة النبوة ودخل السجن ثم تمت استتابته وأطلق سراحه .
- اتصل بسيف الدولة الحمداني (327 هـ) فجعله نديماً له في حلب فمدحه المتنبي بالقصائد الشهيرة التي أبقت ذكره إلا أن الحساد أفسدوا علاقته بسيف الدولة فرحل من حلب إلى دمشق .
- توجه إلى مصر حيث واليها كافور الإخشيدي فمدحه طامعاً دون جدوى بولاية عنده وعندما استيقن أن طلبه لن يتحقق هرب من مصر وهجا كافور هجاء مقذعاً في قصائده .
- عاد إلى مسقط رأسه في الكوفة (351 هـ) ثم انتقل إلى بغداد ومنها إلى فارس مادحاً عضد الدولة .
- عاد إلى بغداد وعندما أصبح على مقربة من دير العاقول بالقرب من بغداد هجم عليه
( فاتك الأسدي ) وقتله .
( سنعرف لاحقاً لماذا )
- يعد المتنبي من أشعر العرب حتى أن الإمام الذهبي قال عنه أنه شاعر الزمان .
- من أشعاره التي سارت في الآفاق ما يلي :
أعز مكان في الدنى سرج سابح ** وخير جليس في الزمان كتابُوقوله أيضاً :
وما قتلك الأحرار كالعفو عنهمُ *** ومن لك بالحر الذي يحفظ اليداإذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا .
ووضع الندى في موضع السيف بالعلىمُضِرُ ، كوضع السيف في موضع الندى !
ما أروع هذه الأبيات !
وقوله :
ومن ينفق الساعات في جمع ماله ** مخافة فقر فالذي فعل الفقرُ .
- القصيدة القاتلة :
هجا بها المتنبي رجلا يدعى ( ضبَّة بن يزيد العيني ) ويكون (فاتك الأسدي) الذي قتل المتنبي هو خال ضبة .
يقول فيها :
ما أنصف القوم ضبَّة ـــ وأمَّه الطُرطُبَّةْ .
( الطرطبة : القصيرة الضخمة )
فلا بمن مات فخر ــ ولا بمن عاش رغبةوإنما قلت ما قلت ــ رحمة لا محبة .
ومن يبالي بذم ـ إذا تعود كسبه .؟ما كنت إلا ذباباً ـ نفتك عنا مذبَّة .
( المذبة ما يطرد به الذباب )
إذا بعدنا قليلا ـ حملت رمحا وحربه .
إن أوحشتك المعالي ـ فإنها دار غربة .
أو آنستك المخازي ـ فإنها لك نسبه .
وإن عرفت مرادي ـ تكشفت عنك كربه .
وإن جهلت مرادي ـ فإنه بك أشبه .