الحرب بذريعة أسلحة الدمار الشامل.. دمرت العراق أرضا وكيانا وثروات وبنية تحتية.. والحرب بذريعة العلاقة بتنظيم القاعدة.. سببت مقتل مئات الألوف وتشريد الملايين ونشرت الإرهاب.. والحرب بذريعة زرع الديمقراطية.. زرعت الفوضى الهدّامة وآثام أبو غريب والحديثة والفلوجة وغيرها.. الحرب التي مضى عليها خمس سنوات ما زال الرئيس الأمريكي بوش الابن -وهو على وشك الرحيل- يصرّ على أنّها كان لها ما يسوّغها وأنّها حققت أهدافها.
فهل كان التدمير والخراب والتقتيل والتشريد والقضاء على مقومات النهوض هي الأهداف الأمريكية من هذه الحرب؟
يبدو أنّ هذا جميعه كان مطلوبا من أجل ترسيخ الهيمنة الأمريكية إقليميا وعالميا، وهذا ما لن يتحقق، فمعالم الهزيمة الأمريكية تزداد ظهورا مع مرور خمس سنوات على تلك الحرب التي يطرح هذا الملف بعض جوانبها.. فطرح جميعِ ما ارتُكب فيها من جرائم وما صنعته من المآسي، وما لا تزال تسبّبه حتى الآن، لا تتسع له سوى صفحات التاريخ، وسيسجّل التاريخ على هذه الزعامة الأمريكية أنّ ما صنعته في حرب احتلال العراق، لا يقلّ شأنا عمّا صنع أسلافها في هيروشيما وناجازاكي ودرسدن في الحرب العالمية الثانية، وفي فيتنام وما قبلها وما بعدها فيما تلاها من مسلسل حروب الهيمنة الأمريكية.