علم الحياة التقريسي
عِلْمُ الحياة التَّقريسي دراسة تأثير درجات الحرارة المنخفضة جدًا على الكائنات الحية. ويَسْتخدِم علماء علم الحياة التقريسي درجات حرارة تتراوح بين الصفر المئوي ـ وهي درجة تجمد الماء ـ و -273,15°م، وهي درجة الصفر المطلق. انظر: الصفر المطلق.
يركز علماء علم الحياة التقريسي اهتمامهم على تجميد المواد الحية بُغية الحفاظ عليها لاستخدامها في المستقبل. ويجب أن تتم عملية التجميد بحيث تبقى الخلايا حية. ويستعمل العلماء غازًا سائلاً (النيتروجين غالبًا)، للحصول على درجات حرارة أدنى بكثير من درجة التجمد العادية. فالخلايا التي تُحفظُ باردة في الغاز السائل تتوقف عن العمل، لكنها تبقى حية، وبدون أن تتغير في حالة من الحياة المعلقة. ويمكنها أن تبقى في تلك الحالة دون أن تتعرض إلى أي تلف مدة طويلة من الزمن. وبعد أن تذوّب تعود الخلايا إلى نشاطها الطبيعي بصورة فورية تقريبًا.
ويمكِّن تجميد أنسجة الجسم، كالجلد والقرنية والدم بتخزينها في "بنوك" خاصة. ويستطيع الأطباء الاستفادة من تلك البنوك للحصول على جلد لتطعيم جلد مريض تعرض لحرق من الدرجة الثالثة (الشديدة). كما تستبدل بالقرنيات المريضة أو التالفة أخرى سليمة. وكان باستطاعة بنوك الدم في الماضي الاحتفاظ بالدم مدة ثلاثة أسابيع فقط، وبعدها يفسد الدم. لكن الدم المجمد يمكن أن يحفظ الآن لمدة غير محدودة.
يستعمل الجراحون البرودة الشديدة لتدمير الأنسجة فيما يعرف بالجراحة القَريَّة، حيث يمكنهم مثلا إجراء عمليات دون أن تنزف قطرة دم واحدة، وذلك باستعمال أدوات مجهزة بأطراف مجمدة. وعندما يغرز الطرف البارد في نسيج ما غير مرغوب فيه فإنه يقتله. ويحمي النسيج السليم بدرع يحيط ببقية أجزاء الأداة.
كذلك تستخدم الصناعات الغذائية تقنيات علم الحياة التقريسي في عمليات حفظـ الأغذية، حيث يمكن لصانعي الأغذية المحفوظة تجميد الأغذية وتخزينها لمدة غير محدودة دون إلحاق الضرر بالنكهة أو التجانس أو القيمة الغذائية.